قال وزير الخارجية أحمد أبوالغيط إن توجه
الجامعة العربية إلى مجلس الأمن الدولى للحصول على إعلان الدولة الفلسطينية
فى حال فشل المحادثات الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين بحلول سبتمبر
المقبل، يستند إلى قرار مجلس الأمن الدولى رقم ١٥١٥ الصادر منذ ما يقرب من
ثمانية أعوام.وأكد أبوالغيط فى تصريحات له عقب المشاركة فى اجتماع
باريس لمتابعة تنفيذ تعهدات مؤتمر المانحين من أجل الدولة الفلسطينية، أن
قرار مجلس الأمن ينص على أن التسوية فى الشرق الأوسط تقوم على مبدأ إقامة
دولة فلسطينية تعيش إلى جانب دولة إسرائيل فى أمن وسلام لكلتا الدولتين. وأضاف
أن المطلوب الآن أن تتحرك الدول العربية على هذا الأساس، معرباً عن مخاوفه
من أن المحادثات غير المباشرة الجارية حالياً لا تعكس نوايا حقيقية من
الجانب الإسرائيلى بأن يدخل فى عملية تفاوضية جادة وصادقة تقود إلى نتائج، وبالتالى
فإنه إذا لم تستطع الولايات المتحدة واللجنة الرباعية الدولية إقناع
إسرائيل بالتفاوض بمصداقية، فإن وزراء الخارجية العرب سيخلصون إلى هذه
النتيجة فى اجتماعهم المقبل فى ١٧ سبتمبر، لاسيما أن هناك قرارا سابقا من
وزراء الخارجية العرب بالذهاب إلى مجلس الأمن ليكون الإطار العام للتوصل
إلى تسوية وإقامة الدولة الفلسطينية.وأوضح الوزير أنه ليس بالضرورة
أن نستطيع فرض الدولة الفلسطينية اليوم، وإنما بمعنى أن تقام الدولة كمبدأ
ولكن تنفيذ الحصول عليها يتم من خلال تأييد دولى عريض لعناصر أساسية
للتسوية، مضيفاً: «نتحدث عن حدود عام ١٩٦٧ كحدود لهذه الدولة الفلسطينية..
وإذا ما استقر الأمر على تبادل أراض فإنه سيكون تبادلا محدودا للغاية،
بالإضافة إلى حق الفلسطينيين فى القدس، وهذه هى المطالب العربية والدولية».وأعرب
أبوالغيط عن قناعته بأن أسهل الطرق هى أن نقر فى مجلس الأمن الموقف
والبيان الأوروبيين الصادرين فى ديسمبر ٢٠٠٩، وإذا ما وافقت الولايات
المتحدة وباقى الأطراف فى مجلس الأمن على أن تمضى فى هذا الطريق، فسوف نحقق
على الأقل الخطوة الأولى الحقيقية لتنفيذ أمل الدولة، وبالتوازى
يجب أن تقوم حماس بتوقيع الورقة المصرية وأن تمضى فى طريق تنفيذها مع
السلطة، على أن تتم تسوية أى تحفظات لحماس مع السلطة وفتح من خلال التوافق،
لاسيما أن هناك تنظيمات فلسطينية أخرى تؤيد الورقة المصرية. فى
سياق متصل، استبعد عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أمس
الأول، «استقراراً سريعاً» فى منطقة الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن الانطباع
الذى خرج به من زيارته لقطاع غزة «مؤسف جداً». وقال موسى للصحفيين
بعد وصوله إلى بيروت فى إطار زيارة خاصة لتسلم شهادة دكتوراه فخرية من إحدى
الجامعات اللبنانية، إن «الظروف غير مهيأة لأن نأمل فى استقرار سريع وحلول
سريعة»، وتدارك: «إلا أننا فى العالم العربى وفى الجامعة العربية مازلنا
عند إصرارنا على أنه لابد من معالجة الأمور بكل رصانة وبكل تضامن، وأن نصر
على حلول عادلة لكل المشاكل المطروحة».وأكد موسى أن مبادرة السلام
العربية التى أطلقت عام ٢٠٠٢ «لا تزال قائمة» رغم أن إسرائيل «لا تزال على
رفضها». ورداً على سؤال عن الانطباع الذى تكون لديه إثر زيارته قطاع غزة
الذى تحاصره إسرائيل فى ١٣ يونيو الماضى، قال موسى: «الانطباع فى الحقيقة
مؤسف جدا خصوصا عندما نعلم أن نسبة البطالة فى القطاع تبلغ ثمانين فى المئة
ونسبة ثلاثين فى المئة من الأرض جرفت وباتت غير صالحة للزراعة، بالإضافة
إلى الحصار ذاته الذى يمنع دخول المواد الأساسية للحياة وإعادة الإعمار
ومساعدة المرضى والمستشفيات».