شهدت محكمة طنطا، أمس، أحداثاً ساخنة
أثناء نظر جلسة استئناف محاكمة المحاميين، إيهاب ساعى الدين ومصطفى فتوح،
المتهمين بالتعدى على مدير نيابة طنطا، الصادر ضدهما حكم بالحبس ٥ سنوات. فمنذ
الساعات الأولى من الصباح شهدت مدينة طنطا، وتحديدا الشوارع المؤدية
لمحكمة الجنايات تواجداً أمنياً مكثفاً وحواجز حديدية لمنع المارة من
الدخول لتلك الشوارع تمهيداً لما كان متوقعا حدوثه أثناء الجلسة، ففى
الثامنة صباحاً تجمع نحو ٥٠٠ محامى على سلم المحكمة، وعلقوا لافتات كثيرة
تضمن معظمها مطالبات بإخلاء سبيل المحاميين فى القضية ومحاكمتهما من جديد
بعد التحقيق معهما ومع مدير النيابة أحمد أبوالروس فى الاتهامات الموجهه
إليه من قبل المحاميين بالاعتداء عليهما، ورددوا هتافات عدائية ضد القضاة
والنيابة، وحددوا أسماء بعينها فى هتافاتهم ودعوا الله أن ينصرهم فى
الأزمة.وبمجرد علمهم بخبر وصول المحاميين المتهمين داخل سيارة
ترحيلات ودخولهما من الباب الخلفى، رددوا هتافات تطالبهما بالصمود وعدم
التنازل أو الاعتذار وهتافات أخرى، منها: «بالروح بالدم نفديك يا نقابة»
و«لا للظلم لا للاعتداء على المحامين» و«صوتك عالى يا محامى إنت الحصن وإنت
الحامى» وأثناء مرور مدير أمن الغربية أمام الوقفة لتفقد الوضع الأمنى أخذ
المحامون يرددون «يا رجال الأمن قولوا الحق الظلم وقع ولا لأ». فى
المقابل حاصرت أجهزة الأمن الشوارع المؤدية للمحكمة، ووضعت حواجز أمنية
حديدية داخل مبنى المحكمة لمنع المحامين من الصعود إلى الطابق السادس الذى
تجرى به المحاكمة.وفى الحادية عشرة والنصف بدأت الجلسة التى كانت
محددة للاستماع لأقوال ١٤ شاهداً فى الواقعة، وحاول المحامون الدخول
للمحكمة لحضور الجلسة فمنعهم الأمن، ووقعت اشتباكات بين الطرفين عندما حاول
المحامون رفع الحواجز الحديدية والدخول بقوة للقاعة فتصدى لهم الأمن مما
أدى لإصابة محام يدعى محمد أبوكرامة بجرح فى الرأس، وتم نقله للمستشفى فى
سيارة إسعاف، وأصيب محاميين بإصابات طفيفة، لكنهما لم يحتاجا للمستشفى. ومنعت
المحكمة حضور وسائل الإعلام والصحفيين الجلسة وسمحت فقط لـ٢٠ محامياً من
هيئة الدفاع عن المتهمين بينهم نقيب المحامين حمدى خليفة ومنتصر الزيات
وجلال شلبى، نقيب محامى طنطا. وبعد ساعة من بداية الجلسة خرج منتصر
الزيات، المحامى، وقال لوسائل الإعلام إنه انسحب من القضية رغم أنه لم يثبت
ذلك فى محضر الجلسة، وأرجع انسحابه إلى تقديم النيابة أثناء الجلسة حافظة
مستندات تحتوى على تنازل من المحاميين عن البلاغات المقدمة منهما ضد مدير
النيابة، بالإضافة لاعتذار مقدم من المتهم الأول «إيهاب». وحتى مثول
الجريدة للطبع، استمعت النيابة لشهادة اللواء مصطفى برعى، حكمدار الغربية،
الذى أكد أنه شاهد المحامين يوم الحادث ينظمون وقفة سلمية داخل وأمام
المحكمة للتعبير عن رأيهم فيما حدث فى ذلك اليوم، ولم يصدر عنهم أى تعد.وفجر
العقيد أحمد فتحى، مفتش مباحث الغربية، مفاجأة فى شهادته، عندما أكد أنه
حتى اللحظة التى يتحدث فيها لم تضع المباحث تحرياتها التى طلبتها النيابة،
وهو ما علق عليه الدفاع بأن الحكم يشوبه البطلان والعوار لأنه لم يعتمد على
تحريات المباحث.