«عودة لأجواء الحرب الباردة».. هكذا وصفت
الحكومة الروسية اتهام الولايات المتحدة لـ١١ شخصاً، بالتخابر لصالح روسيا
فى مهمة «طويلة المدى» لتجنيد جواسيس داخل الولايات المتحدة. فلم تصمد
التهدئة الأمريكية الروسية طويلا لتشتعل شرارة حرب باردة جديدة، وذلك على
الرغم من أن وزارة الخارجية الروسية اعترفت بأن المتهمين هم مواطنون روس،
إلا أنها أكدت أنهم لم يقوموا بأعمال معادية لمصالح الولايات المتحدة.وقال
المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية الروسية أندريه نيستيرنكو، إن فضيحة
التجسس هذه «من طراز عهود الحرب الباردة»، وأوضح أن روسيا تعول على أن تبدى
واشنطن تفهما بهذا الشأن، خاصة فى ضوء الطابع الإيجابى للمرحلة الحالية
لتطور العلاقات الروسية الأمريكية. وأضاف أن أنشطة المجموعة الموقوفة لم
تكن موجهة ضد الولايات المتحدة، رغم تواجدهم فى الأراضى الأمريكية، وفقاً
لما ذكرته وكالة الأنباء الروسية «نوفوستى».وأعربت روسيا عن أملها
فى أن يتم التعامل مع المتهمين «بشكل طبيعى فى أماكن اعتقالهم، وأن تسمح
السلطات الأمريكية لموظفى السفارة الروسية والمحامين بالتواصل معهم».
وطالبت الجانب الأمريكى بأن يُظهر فى هذه المسألة «الاستيعاب المطلوب،
انطلاقا من الطابع الإيجابى للمرحلة الراهنة فى العلاقات الروسية
الأمريكية».ورأى بعض الخبراء الروس أن فضيحة «التجسس الروسى» تعد
بمثابة ضربة موجهة إلى الاتفاقات التى توصل إليها الرئيسان الروسى دميترى
ميدفيديف ونظيره الأمريكى، باراك أوباما.وقال رئيس معهد التقييمات
الاستراتيجية سيرجى أزنوبيشيف إن «الحادثة» افتعلها معارضون لتقرب الولايات
المتحدة من روسيا والمصادقة على معاهدة تقليص ترسانة الولايات المتحدة من
الأسلحة الاستراتيجية الهجومية. وأضاف «أزنوبيشيف» أن هذه الحادثة تصب
الماء فى طاحونة القوى المناوئة للولايات المتحدة فى روسيا والقوى المناوئة
لروسيا فى أمريكا.فيما اعتبر نائب رئيس معهد الولايات المتحدة
وكندا فيكتور كريمينيوك أن هذه الحادثة ستؤثر على العلاقات الثنائية
الروسيةـ الأمريكية، متوقعاً أن يتم تجميد بعض ما تم الاتفاق عليه بين
الجانبين. وكانت وزارة العدل الأمريكية قد اعتقلت ١٠ أشخاص بتهمة التجسس
لصالح روسيا، وهم الآن مهددون بعقوبة السجن لمدة ٢٥ عاما، وتضم المجموعة ١١
شخصا، بعد أن تم اعتقال الشخص الأخير فى جزيرة قبرص. وعلى الصعيد
الأمريكى، أكدت واشنطن رغبتها فى مواصلة تعاونها الناجح مع موسكو بغض النظر
عن «فضيحة التجسس»، بحسب ما نقلته «نوفوستى»، أمس، عن نائب وزيرة الخارجية
الأمريكية للشؤون السياسية فيليب جوردون. وقال جوردون: «نحن نشعر
بأننا حققنا تقدما ملموسا فى العلاقة مع روسيا خلال الـ١٨ شهرا الماضية،
على الرغم من أن لدينا بعض نقاط الخلاف، ولكن أوباما لم يخجل أبدا من
التحدث عنها». وأضاف أن الزيارة الأخيرة للرئيس الروسى دميترى ميدفيديف إلى
الولايات المتحدة تؤكد نجاح البلدين فى تطوير علاقاتهما.