أكد روبرت روتبرج، رئيس مؤسسة السلام
العالمى، ضرورة تدخل واشنطن لحل نزاع دول حوض النيل على تقاسم مياه نهر
النيل لمنع حدوث أى «عمل عدوانى» بين البلاد، موضحاً أن واشنطن، باعتبارها
أكبر جهة مانحة لمصر، تستطيع «نزع فتيل التوترات» و«التوسط» بين ممن يملكون
وممن لا يملكون.وأوضح روبرت، فى افتتاحية جريدة «بوسطن جلوب»
الأمريكية، أمس، أن حوالى ٣٠٠ مليون شخص يعتمدون على مياه نهر النيل وأنه
مع استمرار نمو المعدل السكانى بدول المنبع، تعتقد تلك الدول أن تنميتها
الاجتماعية والاقتصادية «مقيدة» بسبب «الغلق الاستعمارى»، من قبل مصر،
مضيفاً أن إثيوبيا وأوغندا عانتا من نقص الطاقة الكهربائية الكبرى فى
السنوات الأخيرة بسبب عدم قدرتهما على الاستفادة من مياه نهر النيل أو
روافده فى إنتاج الطاقة.وأكد روبرت، فى مقاله بعنوان «خطر حرب
المياه» على وجود مناقشات فى مصر عن استخدام القوة الجوية لتهديد «مجرمى»
دول المنبع فى حالة استمرار مطالبة إثيوبيا بزيادة حصتها من نهر النيل،
قائلاً: إن إثيوبيا، فى تلك الحالة، قد تلجأ إلى تحويل مياه نهر النيل
الأزرق إلى استخداماتها الخاصة، أو قد تلجأ إلى اتهام مصر بالهروب من
تسعيرة المياه الحديثة. وتوقع روبرت، مدير برنامج «النزاع داخل
الدولة»، التابع لمدرسة هارفارد كينيدى، انضمام إريتريا فى حالة هجوم مصر
على إثيوبيا بسبب شعور مصر بقلق «كاف» من أساليب إثيوبيا «العدوانية»،
فضلاً عن صداقتها مع «عدوها اللدود» إريتريا، مشيراً إلى ادعاء بعض
المسؤولين المصريين بأن إسرائيل تشجع دول المنبع على المطالبة بحقها فى
المياه عن طريق تمويل بناء أربعة مشاريع للطاقة الكهرومائية فى إثيوبيا.فى
سياق متصل، قال مركز «والتا» للإعلام فى أديس أبابا، إنه لو مصر هبة
النيل، فإن النيل هو هبة من إثيوبيا، موضحاً أن عدم استخدام إثيوبيا مياه
النيل بشكل صحيح لم يكن بسبب «تعنت» مصر فقط، ولكن أيضاً بسبب الصعوبات
التى تواجهها إثيوبيا.