رأى خبراء ومحللون سياسيون أن قضية اتهام
جواسيس مفترضين بالعمل لصالح روسيا ضد الولايات المتحدة هى محاولة من صقور
واشنطن المحافظين لإلحاق الضرر بالعلاقة بين البلدين، فى حين اعتبر آخرون
أنها ضربة من الجمهوريين تستهدف إضعاف الرئيس الأمريكى باراك أوباما، خاصة
أنها تم الكشف عنها بعد بضعة أيام من إعلانه عن رغبته فى «إعادة إطلاق»
العلاقات الأمريكية ـ الروسية خلال زيارة نظيره الروسى ديمترى ميدفيديف إلى
واشنطن مؤخرا. ويأتى ذلك فى الوقت الذى يؤكد فيه المسؤولون فى الدولتين أن
قضية التجسس المفترضة لن تؤثر سلبا على علاقاتهما.واعتبر هاوارد
لافرانشى فى صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية أن البيت الأبيض ليس
فى مصلحته أن يحول قضية التجسس إلى أزمة مع روسيا. وقال إن أوباما «استثمر
جهدا كبيرا للتقارب مع موسكو وهو لا يريد أن يضحى بكل هذا من أجل عملية
تجسس صغيرة». بينما أكد أليكسندر كراميشكين، مساعد مدير معهد
الدراسات السياسية والعسكرية الروسى، أن الفضيحة تستهدف أوباما. وقال إن
أعضاء الحزب الجمهورى الأمريكى «يكافحون ضد أوباما وسيتم تدميره قبل انتهاء
فترته الرئاسية»، وأضاف أن «روسيا تلعب دوراً ثانوياً فى هذه الفضيحة»،
موضحا أن «أعداء أوباما يستخدمون روسيا فقط لتوجيه ضربات إلى أوباما،
والروس لا يمثلون أى اهتمام بالنسبة لهم». وقال المحلل السياسى
السابق فى وكالة الأمن القومى الأمريكى لموقع «روسيا اليوم» الإخبارى أن
الولايات المتحدة بها العديد من «أعضاء جماعات الضغط السياسى (لوبى) الذين
يعملون لحساب حكومات أجنبية، وإذا كان ذلك ما يفعله المتهمون بالتخابر
لصالح روسيا فمن الصعب إثبات الاتهام ضدهم». وأشار موقع «روسيا
اليوم» إلى أن لجنة العلاقات الإسرائيلية ـ الأمريكية (إيباك) تعد أكبر
وأقوى «لوبى» فى الولايات المتحدة ولديها مئات الموظفين يعتبرون عملاء
لحكومة أجنبية ويتابعون مصالح إسرائيل فى الكونجرس الأمريكى، ورغم ذلك لا
يوجد من يتهمهم بالتجسس.