حصلت «المصرى اليوم» على أوراق من نص
التحقيقات فى قضية «مذبحة المقاولون العرب» التى راح ضحيتها ٦ من موظفى
شركة المقاولون العرب وأصيب ٦ آخرون، ووقعت الثلاثاء الماضى حين أطلق
السائق محمود طه سويلم «٥٤ سنة»، النار على الضحايا والمصابين من سلاح آلى
داخل أتوبيس كان يقلهم فى الطريق لفرع الشركة بأبوالنمرس، وأغلق باب
الأتوبيس وتوجه إلى مقر الشركة وهو يحمل الجثث والمصابين والناجين من
الموت، وأفاد ٢٧ شاهداً بأن المتهم ارتكب الجريمة، وهم: العميد محمد
أبوزيد، ويشهد بأن تحرياته توصلت إلى أن المتهم قد بيت النية وعقد العزم
على قتل المجنى عليه الأول عبدالفتاح عبدالفتاح تيتلى، لاعتقاده بقيام
الأخير بأعمال حفر وتنقيب عن آثار - أسفل مسكن المتهم - وأعد لذلك السلاح
النارى والذخيرة المضبوطين وأخفاهما أسفل مقعد القيادة بالسيارة محل
الواقعة، وفى صباح يوم الحادث أقل المجنى عليهم كعادته بالسيارة قيادته من
منطقتى حلوان و١٥ مايو، متوجهاً بهم إلى مقر عملهم بفرع الشركة بمنطقة
أبوالنمرس، وقبل الوصول إليه بمسافة خمسمائة متر تقريباً أوقف
السيارة على جانب الطريق مغلقاً بابها الرئيسى وأخرج سلاحه النارى وأشهره
نحو ركاب السيارة وقام بالنداء على المجنى عليه الأول مهدداً إياهم بالقتل
إن لم يخرج، وقام بإطلاق عدة أعيرة نارية لتأكيد تهديده فأصابت بعض المجنى
عليهم المتواجدين فى مقدمة السيارة، ثم اندفع لمنتصف السيارة بحثاً عن
المجنى عليه الأول، وما إن ظفر به حتى أطلق عليه وابلاً من الأعيرة النارية
أردته قتيلاً وأحدثت إصابات باقى المجنى عليهم.والرائد أحمد محمد
حسين مبروك، رئيس مباحث مركز شرطة أبوالنمرس، ويشهد بأن فور إبلاغه بالحادث
انتقل إلى مقر فرع الشركة فأبصر السيارة محل الحادث والمجنى عليهم وقام
بضبط المتهم والسلاح النارى والذخيرة المستخدمين فى الحادث.ومحمد
سعد مرزوق حسانين «٥٥ سنة»، مدير مالى بشركة المقاولون العرب، ويشهد بأن
المتهم أوقف السيارة على جانب الطريق مشهراً السلاح النارى المضبوط «بندقية
آلية» نحو الركاب وقام بالنداء على المجنى عليه الأول عبدالفتاح عبدالفتاح
تيتلى، مهدداً إياهم جميعاً بالقتل ثم أطلق عليهم عدة أعيرة نارية أحدثت
إصابات بعض المجنى عليهم المتواجدين فى مقدمة السيارة، وهم «جمعة فهيم
جمعة، إبراهيم مصطفى إبراهيم، محمود أبوسريع محمود»، والتى أودت بحياة
الأول والثانى ثم اندفع المتهم بسلاحه إلى منتصف السيارة بحثاً عن المجنى
عليه عبدالفتاح عبدالفتاح تيتلى، وما أن ظفر به مختبئاً أسفل أحد المقاعد
حتى أطلق عليه وابلاً من الأعيرة النارية أردته قتيلاً وأحدثت إصابات باقى
المجنى عليهم فأودت بحياة ثلاثة آخرين هم: «سالم عبدالسلام سالم، أحمد
محمود حسن، طارق محمد معوض» وإصابة الباقين وأضاف الشاهد أنه عقب ذلك تمكن
من السيطرة على المتهم وانتزع السلاح منه وأن الأخير عاود قيادة السيارة
إلى مقر الشركة وتم ضبطه بمعرفة المختصين من رجال الأمن فيها.واستمعت
النيابة لأقوال ١٣ شاهداً آخرين أكدوا الرواية وقال مصطفى محمد بدير زينة،
مدير منطقة آثار حلوان، إنه بصفته رئيساً للجنة التى شكلت بناءً على قرار
النيابة العامة انتقل رفقة أعضاء اللجنة للمنطقة محل إقامة المتهم وبمعاينة
المنزل المجاور له لم يتبين به أى أعمال حفر وتنقيب حديثة وأضاف أنه قد
سبق معاينة ذات المنطقة منذ قرابة عام ونصف بمعرفة لجنة برئاسة الشاهد
التالى لفحص شكوى بشأن وجود أعمال حفر وتنقيب عن الآثار وأن أهالى المنطقة
يرددون بصفة مستمرة شائعات عن أعمال الحفر والتنقيب عن الآثار بها.ودونت
النيابة العامة بعض ملاحظاتها وهى أن المتهم اعترف بتحقيقات النيابة
العامة وبجلسة النظر فى أمر حبسه أمام القاضى الجزئى بارتكاب الواقعة وأنه
كان يقصد قتل المجنى عليه الأول وقد قام بتمثيل كيفية ارتكابه الحادث على
النحو الوارد بمحضر معاينة النيابة.وثبت من معاينة النيابة العامة
للسيارة محل الحادث وجود دماء بأرضية السيارة ومقاعدها وكذا ثقوب عديدة
بأجزاء مختلفة بجسم السيارة، كما تبين وجود عدد ثلاثة عشر فارغ طلقات
بأماكن متفرقة بأرضية الحافلة.وأثبت تقرير مصلحة تحقيق الأدلة
الجنائية أن آثار الثقوب بالسيارة محل الواقعة تشير إلى تعرضها لإطلاق
أعيرة نارية من الداخل إلى الخارج، وقد عثر بها على ثلاثة عشر ظرفاً فارغاً
كل منها مطلق الكبسولة وخاص بطلقة عيار ٣٩x٧.٦٢مم سبق إطلاقها باستخدام
بندقية واحدة من ذات العيار، كما عثر بها على ثلاثة أجسام معدنية كل منها
خاص بطلقة نارية من ذات عيار الأظرف المضبوطة.وثبت من تقارير الصفة
التشريحية أن: إصابات المجنى عليه عبدالفتاح عبدالفتاح تيتلى ذات طبيعة
نارية حيوية حديثة جائزة الحدوث حال كون المجنى عليه مختبئاً أسفل مقعده
والمتهم واقفاً وفق التصوير الوارد بمذكرة النيابة ومن مثل السلاح والذخيرة
المضبوطين وتعزى الوفاة إلى تلك الإصابات لما أحدثته من تهتك بالرئة
اليسرى وكسور بالعظام وما نتج عن ذلك من نزيف دموى إصابى غزير أدى إلى هبوط
حاد بالدورة الدموية والتنفسية.وإصابتا المجنى عليه سالم عبدالسلام
سالم ناريتان حيويتان حديثتان وهما جائزتا الحدوث ومن مثل السلاح والذخيرة
المضبوطين وتعزى الوفاة إلى هاتين الإصابتين لما أحدثتاه من تهتك بالقصبة
الهوائية والرئة اليمنى وما نتج عن ذلك من نزيف دموى إصابى غزير بالصدر
وصدمة.إصابة المجنى عليه جمعة فهيم جمعة نارية حيوية حديثة وهى
جائزة الحدوث من مثل السلاح والذخيرة المضبوطين وتعزى الوفاة إلى تلك
الإصابة لما أحدثته من تهتك بالشريان الأورطى والرئة.