فى بادرة على كسر حالة الجمود التى تسود
العلاقات بين البلدين، زار الرئيس حسنى مبارك، صباح أمس، الجزائر لتقديم
واجب العزاء، للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة فى وفاة شقيقه الدكتور مصطفى
بوتفليقة، الذى توفى الجمعة الماضى، بعد معاناة طويلة مع المرض.واصطحب
مبارك فى الزيارة، وفداً رفيعاً، ضم أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية،
والدكتور زكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، فى أول زيارة يقوم بها
مبارك للجزائر منذ بداية الأزمة بين البلدين خلال شهر نوفمبر٢٠٠٩.وانتشرت
الشرطة الجزائرية بكثافة فى شوارع العاصمة، تزامناً مع الزيارة، وقالت
مصادر دبلوماسية جزائرية: «انتشرت الشرطة بكثافة فى شوارع العاصمة المؤدية
إلى مقرى الرئاسة الرئيسيين بالعاصمة الجزائرية، كما علقت الأعلام
الجزائرية والمصرية.وأضافت المصادر: إن الرئيس الجزائرى كان قد زار
القاهرة العام الماضى، لتقديم واجب العزاء للرئيس مبارك إثر وفاة حفيده ابن
نجله علاء وأقام فى منزله وليس فى القصر الرئاسى.وكان الرئيس مبارك
قد بعث أمس الأول السبت، ببرقية تعزية للرئيس الجزائرى عبّر له فيها عن
«خالص» عزائه، كما بعث أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، رسالة مماثلة.يذكر
أن أن العلاقات الثنائية بين البلدين عرفت توتراً شديداً عقب مباراتى كرة
القدم اللتين جرتا بين المنتخبين المصرى والجزائرى يومى ١٤ و١٨ نوفمبر
الماضى، حيث قال المسؤولون الجزائريون إن حافلة منتخبهم الوطنى تعرضت
لاعتداء بالقاهرة قبل مباراة ١٤ نوفمبر، وأعقب ذلك اعتداء عدد من الجماهير
الجزائرية على الجماهير المصرية بمباراة ١٨ من الشهر نفسه فى أم درمان التى
أهلت المنتخب الجزائرى لنهائيات كأس العالم، مما نجم عنه توتر كبير فى
العلاقات الثنائية.من جانبها، أشارت بعض الصحف الجزائرية من ضمنها
«الشروق» اليومية، والموقع الإخبارى الخاص إلى أن زيارة مبارك «لا تحمل أى
صفة رسمية ولم تكن مبرمجة من قبل»، بل الغرض منها هو تقديم مبارك تعازيه
الخاصة وتعازى الشعب المصرى لوفاة شقيق بوتفليقة.وشهدت الأزمة نوعاً
من الانفراجة أثناء قمة فرنسا ــ إفريقيا الشهر الماضى، فى مدينة نيس
الفرنسية، حيث التقى الرئيسان مبارك وبوتفليقة «بعناق حار» ودار بينهما
حديث تناول علاقات البلدين.