أجمع المشاركون فى الملتقى الثانى لقادة
الإعلام العربى الذى عقد بمكتبة الإسكندرية، أمس، ويستمر لمدة يومين برئاسة
نبيل الحمر، المستشار الإعلامى لملك البحرين، على نجاح تجربة «المصرى
اليوم» وتفردها كمشروع استثمارى إعلامى.واعتبرت نوال مصطفى، الكاتبة
الصحفية بجريدة الأخبار، خلال كلمتها عن محور اقتصاديات الإعلام، أن
«المصرى اليوم» نجحت فى أن تصنع المعادلة، مشيرة إلى أنها لم تعتمد على
الفرقعة الصحفية. وأشاد صلاح عيسى، رئيس تحرير جريدة «القاهرة»، بتجربة
«المصرى اليوم» وصمودها لسنوات حتى تثبت وتتوازن، موضحاً عدم وجود صحيفة
مستقلة فى مصر «مائة فى المائة».وتساءل حسين عبدالغنى، مدير مكتب
الجزيرة بالقاهرة، قائلاً هل يتصور أحد أن يطلع عليه نهار دون صدور «المصرى
اليوم» أو «الشروق» أو «الدستور»، مؤكداً ضرورة الاستثمار فى صناعة
الإعلام. فيما قالت آمال عثمان، رئيس تحرير أخبار النجوم، إن «المصرى
اليوم» وقناتى «دريم» و«المحور» أثبتت أن الاستقلال هو أصل النجاح.ومن
جهته، تحدث صلاح دياب، مؤسس «المصرى اليوم» عن تجربة الجريدة، قائلاً: لو
لم يكن هناك ظروف شخصية ومصادفات لما خرجت «المصرى اليوم» فى هذا التوقيت.
واستعرض دياب أوجه الشبه بين الإعلام والتعليم، قائلاً: التعليم ٣ أنواع
مجانى تصرف عليه الدولة وتجارى يهدف للربح وأرقى أنواع التعليم وأكثره
استقراراً هو التعليم بمصاريف، دون أن يهدف للربح ويكون عائده على طالب
العلم، أما الإعلام فينقسم إلى: مجانى تتولاه الدولة مثل الصحف
القومية، وإعلام يهدف للربح فقط، وإعلام هادف له قضية. ونفى تدخله فى سياسة
تحرير الجريدة، مؤكداً أنه يشتريها ليلاً، وقال: نؤمن بأن القارئ هو
المالك الحقيقى للصحيفة.وأشار إلى أن «المصرى اليوم» فى بدايتها
كانت توزع من ٢٠٠٠ إلى ٣٠٠٠ نسخة، وقال: كنا نتساءل وقتها: هل يمكن أن يصل
توزيع الجريدة لتوزيع الوفد، بينما نحن الآن فى المقدمة ونتقدم على صحف
عريقة من حيث التوزيع ولا ندخل فى منافسة معها لأننا لن نكون الجريدة
الوحيدة فى مصر.وطالب دياب، الصحافة القومية بالانحياز إلى القارئ
وقال إن الجريدة لم تتلق أى منح خارجية، مؤكداً أن «المصرى اليوم» فصلت
الإعلان عن التحرير وقال: طموحى أن أتنازل عن ملكية الجريدة حتى تكون منصة
للرأى ولا يملكها أحد.أشارت أفكار الخرادلى، رئيس تحرير مجلة نصف
الدنيا، إلى عدم تدخل صلاح دياب فى السياسة التحريرية للجريدة لأنها تتماشى
الآن مع قناعاته، متسائلة: ماذا سيحدث إذا تقهقرت فى التوزيع، هل سيتدخل
أم لا. وقال حسن راتب، رئيس قناة المحور: أنا من أكثر الناس عشقاً لنجاح
«المصرى اليوم»، مؤكداً أنه ليس له أى طموح سياسى، وكل ما يهمه هو هذا
الوطن.وقال الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز: أريد أن أعيد الاعتبار
إلى مفهوم فصل الملكية عن الإدارة وهو لا يعنى كما يفهم البعض تخلى مالك
الوسيلة الإعلامية عن صلاحياته وحقوقه فى ضمان بقاء هذه الوسيلة ضمن الخط
الذى ارتضاه لها ولكنه يمارس صلاحياته تلك عبر أدوات مؤسسية منها رؤيته
وعناصر مهنته التى يتحتم أن يعلنها للمجال العام وخطته الاستراتيجية والقيم
التى يتبناها وسياسات التوظيف والتدريب والأدلة والوحدات التابعة والتقييم
وهى كلها أدوات تضمن ترسيخ الجانب المؤسسى وبقاء الوسيلة فى نطاق رؤية
أصحابها دون تدخلات مباشرة منهم فى آلية العمل.