وقعت قبيلتا المسيرية والرزيقات العربيتان
فى منطقة دارفور وكردفان اتفاق سلام لإنهاء الحرب القبلية التى اندلعت فى
وسط السودان منذ مارس الماضى وأسفرت عن مقتل أكثر من ٥٠٠ شخص منذ مارس
الماضى. وقالت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى فى دارفور
(يوناميد) إن زعماء من القبيلتين وقعوا اتفاق مصالحة فى بلدة زالنجى بولاية
غرب دارفور، بعد اجتماعات استمرت أسبوعين بين القبيلتين ومسؤولين من بعثة
حفظ السلام والحكومة المحلية.ورغم أن القبيلتين تنتميان لأصول قبلية
واحدة، فهما ينتميان لبطون قبيلة جهينة العربية التى قدمت للسودان من
تشاد، ويدينون جميعا بالمذهب السنى ويعتمدان على الرعى وتربية الماشية فى
اقتصادهما، إلا أن الحرب نشبت بينهما واستخدمت فيها كل الأسلحة الثقيلة بعد
مقتل شخصين من المسيرية فى نزاع على مصادر الكلأ والمياه.وتوقيع
اتفاق السلام له أكثر من مدلول على الصعيدين السياسى والأمنى فى السودان،
خاصة مع التوقعات بانفصال جنوب السودان واستقلاله عن الشمال. فعودة الوئام
والسلام بين المسيرية والرزيقات سيدعم قوة القبائل العربية على خط الحدود
بين الشمال والجنوب، خاصة مع تأكيدات المراقبين والمحللين السياسيين
السودانيين أن هذه القبائل ستواجه تحديات اقتصادية وأمنية خطيرة لا يمكن
السكوت عليها مع انفصال الجنوب.وتعتبر المسيرية والرزيقات، بالإضافة
للقبائل العربية فى هذه المنطقة، حلفاء استراتيجيين لكل الحكومات التى
تعاقبت على السودان، حيث كانت تلك القبائل تمثل حائط صد قويا فى وجه حركات
التمرد الجنوبية المسلحة. كما أن هنالك عدداً مقدراً من قيادات الجيش
السودانى ينتمون إلى تلك القبائل. ويدعم اتفاق السلام قوة المسيرية
فى النزاع بين شمال وجنوب السودان بشأن منطقة أبيى الغنية بالنفط التماسية
بين الشمال والجنوب، فهذه المنطقة التى توازى نصف مساحة دولة هولندا يعيش
فيها خليط من القبائل الأفريقية والعربية ومعظمها رعوية، وكل طرف يدعى
سيادته التاريخية على المنطقة ويصف الآخرين «بالغربا