جيهان السادات لــ«المحور»: التاريخ لم يعط السادات حقه.. وفيلم «إعدام فرعون» تافه
السادات
«التاريخ لم يعط السادات حقه»، جملة قالتها السيدة جيهان السادات، حرم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لتعبر بها عن تجاهل المجتمع المصري للسادات في ذكري وفاته السابعة والعشرين، مشيرة إلي أن الميادين تخلو من تمثال يخلد ذكراه وإنجازاته ومنها نصر أكتوبر.
وقالت لبرنامج «٩٠ دقيقة»، الذي يقدمه الإعلامي معتز الدمرداش علي قناة «المحور»: إن السادات قدم روحه للوطن.. وجلب لها نصراً عظيماً في حرب أكتوبر، ويستحق أن نقيم له متحفاً، يضم كفاحه في حب مصر وسعيه من أجل السلام وهذه أبسط حقوقه،
مشيرة إلي أنها تقدمت بدراسة هندسية للمتحف، الذي تمنته لزوجها إلي الرئيس مبارك عقب وفاة السادات بفترة وجيزة وكانت الدراسة من تصميم المهندس رمزي عمر، وقدرت وقتها تكلفة المتحف بما يقرب من ٢ مليون جنيه، «لكن الرئيس مبارك بأبلغني أن تنفيذ المشروع أمر صعب في ظل أوضاع البلد الصعبة ووجود الجماعات الإسلامية».
ووصفت السيدة جيهان فيلم «إعدام فرعون» الإيراني بأنه أتفه ما يكون، وتاريخ السادات أرفع من أن نرد علي مثل هذه التفاهات، وقالت: «ما نشر عن السادات ليس فيلماً ولكنه مقاطع مضللة ولو كان السادات حياً لما التفت إليها لحظة واحدة.. كما وصفت موقف الخارجية المصرية من إيران بأنه كان موقفاً سديداً،
لكن لا ينبغي أن يأخذ الموضوع أكبر من حجمه، كأن تنشر أفلام أخري رداً علي هذا الفيلم، لأننا ببساطة نعيره اهتماماً رغم تفاهته»، ونفت ما قيل عن رفع أسرة السادات قضية تعويض علي صانعي الفيلم والمطالبة بـ ٢ مليون جنيه، حسبما تردد، مشيرة إلي أن من يمثل السادات هو ولده جمال وهي باعتبارها أكبر أفراد عائلته سناً.
وألقت باللوم علي طلعت السادات، لكونه تحدث عن ولدها بطريقة لا تليق بنجل السادات. وقالت: طلعت ادعي أن جمال ولدي تلقي مليار جنيه من الاتصالات وهذه معلومات خاطئة ولم تحدث، مشيرة إلي أن جمال قال له، لا نريد أن نزج باسم السادات في كل الحوارات، لأنه أرفع من هذا، لكن طلعت غضب وقال ما قاله عن جمال.
وطالبت جيهان طلعت السادات بأن ينظر إلي شأن وأحوال مواطني دائرته ولا يوجه مثل هذه الادعاءات، لأنه في النهاية ابن أخو الرئيس الراحل.
وقالت إنها تركت عملها في جامعة القاهرة من أجل الالتحاق بالتدريس في جامعات أمريكا، حيث عرض عليها العمل هناك منذ عام ١٩٨٥، موضحة أنها كانت في حاجة للخروج من مصر في هذا التوقيت،
لأن الشائعات كانت قد بدأت تنتشر فمن يقول: جمال مادخلش الامتحانات وكلام آخر عن أفراد أسرة السادات وهو ما دفعني علي الفور للعمل في أمريكا.. ومنذ هذا التوقت وزياراتي للقاهرة قليلة جداً، لكنني منذ وقت قريب بدأت أقضي فترات في القاهرة ولكن بشكل غير منظم.
وحول عملها في الخارج قالت: «أسعي لإعطاء محاضرات للطلبة عن السلام ونشر ما بدأه زوجي.. وقد أنشأت كرسياً باسم الزعيم الراحل في إحدي الجامعات الأمريكية التي أدرس فيها ويحاضر فيه رؤساء الدول وشخصيات عامة».
وبررت جيهان بعدها عن العمل الاجتماعي بقولها: «أنا أعمل في العمل الاجتماعي منذ سنوات طويلة ماضية وأنشأت ٣ قري لـ (sos) في محافظات القاهرة والإسكندرية وطنطا إلي جانب جمعية الوفاء والأمل، لكنني حالياً أكتفي بدوري في نشر السلام والتوعية به من خلال محاضراتي بالجامعات الأوروبية».
وأشارت إلي أنه لم يعرض عليها العودة للعمل الاجتماعي، وقالت: «لو اتعرض عليا لن أتأخر عن مصر في شيء».
وحول التطبيع مع إسرائيل قالت: «هناك أشخاص يعيشون في الماضي ولا يدركون أن العالم يتغير ويكفي أن عدداً كبيراً من الدول العربية، التي رفضت التوقيع علي اتفاقية السلام، تمارس التطبيع مع إسرائيل من خلال أعمال كثيرة ومتنوعة، لكن مصر ترفض ممارسة التطبيع رغم الاتفاقية»،
وتابعت: «الجميع يرفض التطبيع لما تفعله إسرائيل مع الفلسطينيين وفي الوقت نفسه يرفضون ما يحدث بين الفلسطينيين أنفسهم من حروب وتدمير».
واعتبرت جيهات أن الفترة المقبلة في حكم مصر، لن تكون لحكام عسكريين ومن المحتمل أن يأخذها مدنيون، مبررة ذلك بالتغيير الذي طرأ علي كل دول العالم من تولي المدنيين مقاليد الحكم وقالت عن سيناريوهات الحكام المقبلين: «لا أحب أن يكون الحاكم القادم من الإخوان المسلمين،
لأنهم ببساطة سيحرمون المرأة من حقها في كل شيء، لأنهم يحكمون بتعصب شديد، وما يقال عن أن جمال مبارك سيكون الرئيس القادم لن يتحقق إلا من خلال انتخابات يفوز فيها الأجدر بالحكم».
وعن أوضاع مصر الحالية قالت السادات: إن الفقر الشديد هو سبب كل ذلك ونحن نحتاج تكاتفاً من رجال الأعمال والحكومة، لإنقاذ هؤلاء الذين يعيشون في مناطق عشوائية، مشيرة إلي أن التطوير والتقدم لن يأتي إلا بالعمل.
وحول ما تردد في الماضي عن خلافات كانت بينها وبين أم كلثوم قالت: «كانت مجرد شائعات وراءها إحدي الجهات المعروفة ولكنها لم تكن حقيقة، إذ إن أم كلثوم كانت صديقة وكانت تأتي إلي بيتنا في أي وقت،
حتي إنه ذات مرة نشرت إحدي المجلات كلاماً غرضه الإطاحة بها وجاءت غاضبة في بيتنا، فأخذتها وذهبت إلي السادات ليحل لها المشكلة وقام بعمل اتصال تليفوني طالب