[السؤال:]
عند زيارة بعض الأقارب ، وعندما يفتحون التلفاز في المجلس ، تأتي بعض
الأحيان الموسيقا ، وبعض المعاصي الأخرى ، فهل يخرج المرء على الفور إذا
أنكر ولم يسمع لإنكاره، أو لم يستطع المرء الإنكار؟ وكيف تكون صلة هؤلاء
ومن عندهم المعاصي أتكون بالهاتف فقط ؟، أم يسكت عنها -أي: عن المعاصي- مع
الدعوة والتأليف؟
الجواب:
[ هذا يسأل يقول: إذا زرت أقاربي ، وصار عندهم شيء محرم مشاهد في التلفزيون
، أو مسموع بالإذاعة، فهل يجوز أن أبقى أو لا؟
أقول: إذا كان يمكن أن تبقى وتنصحهم فافعل، وإذا كان لا يمكن ، ولو تكلمت
لم يسمع ، فاخرج بعد أن تقول: إما إن تغلقوا هذا، أو أخرج؟ ولكن لا تترك
صلتهم ، ولو كانوا على معصية؛ لأن الأقارب لهم حق ولو كانوا عصاة، وأنت لا
تحضر المعصية.
السائل: على هذا ، لأنه بعض البيوت يكون فيها
التلفاز والمذياع في بعض الأحيان يعمل أربعة وعشرين ساعة يعني: على طول
اليوم ..
الشيخ: هل إذا حضرت وقلت: يا إخواني! هذا حرام عليكم ولا يجوز وأبقوه، فقلت
لهم: إما أن تغلقوه وإما أن أخرج، ما أظنهم يقولون: اخرج، سيغلقونه حياءً
وخجلاً، فإن كانوا متمردين وأبقوه فاخرج، لأن الله تعالى قال: وَقَدْ
نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ
يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى
يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ [النساء:140]].
الشيخ العلامة ابن عثيمين. " لقاء الباب المفتوح " .شريط (227).
[السؤال:]
تكلمت بارك الله فيك عن الدعوة وما الدعوة، وبعض الدعاة يذهب إلى شخص يدخن
ويعطونه في بعض الأحيان نقوداً من أجل أن يشتري بها دخاناً، ويقول: إن ذلك
في سبيل الدعوة؛ فهل هذا صحيح، ويقعد معه وعنده التلفاز وفيها التمثيليات !
ويقول: لا تنفر هذا من أجل الدعوة، فهل هذا صحيح أم لا؟
الجواب:
[ هذا غير صحيح، الإقرار على المنكر منكر، وكونه يعطيه دراهم يشتري بها
دخاناً ليتألفه ، هذا غير صحيح، تأليفه أن ينصحه ويبين له مضار المعصية
سواء كانت دخاناً أو غير دخان، ويحذره منها ويعطيه -مثلاً- أشرطة موجِّهة
أو رسائل أو كتيبات، هذا هو التأليف، أما أن يباشر المعصية هو نفسه ويشتري
له الدخان أو يعطيه الدراهم ليشتري الدخان هذا غير صحيح.
السائل: هل يأثم أم لا؟
الجواب: نعم. يأثم الذي يحضر المنكر، إلا من حضر لإزالته، مثل من جلس عند
قوم عندهم تلفزيون يعرض أشياء محرمة ، فجلس ولم يبادرهم مباشرة بالإنكار،
جلس وجعلهم يطمئنون إليه، ثم قال: إن هذا حرام ولا يجوز، ونصحهم، إن أعرضوا
عنه وأغلقوا التلفاز فهذا هو المطلوب، وإن أصروا يخرج، فإن بقي بعد ذلك
فهو آثم].
الشيخ العلامة ابن عثيمين . " لقاء الباب المفتوح " . شريط(19).
[ السؤال: ]
فضيلة الشيخ: أنا شاب من دولة مجاورة أطلب العلم، ولدي أصدقاء لكنهم ليسوا
ملتزمين ويدخنون، وأحياناً يلعبون الورق، ولكنهم -ولله الحمد- يصلون، وقليل
منهم لا يصلي، ولكني أجلس معهم لعلي أقوم بإصلاحهم، فأنا أحياناً أتحين
الفرصة في الوعظ والتذكير، وهذا قد يمر في يوم أو أكثر حتى تأتي الفرصة،
فما حكم جلوسي معهم دائماً حتى أسافر إلى هذه الدولة؟
الجواب:
[ أقول: أحبه الله الذي أحبنا فيه، وأسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً من
أحبابه وأوليائه.
أما ما ذكره في مشكلة البقاء مع زملائه الذين يمارسون بعض المعاصي، فهذا
ينظر إن كان في بقائه مصلحة وكفٌ عن المعصية أو تقليل لها فلا بأس، وإلا
فلا يجوز أن يبقى معهم؛ لقول الله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي
الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا
وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي
حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ [النساء:140] أي: إن جلستم
وقعدتم معهم فأنتم مثلهم].
الشيخ العلامة ابن عثيمين " اللقاء الشهري ".