خواطر في السجود...

"التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر و الحافظون
لحدود الله و بشر المؤمنين" التوبة 133




في السجود.. جميل العبودية



أن يقبل العبد بجبهة على الأرض...
وقف ذهني لحظة من زمني.. أعجزتني المعاني و أله للموقف جناني..
فما استطعت للصورة وصفا غير أن دمعت عيني..

جباه قد علت.. من التراب دنت ثم لخالقها قد عنت.. فأصوات نادت بأن.. سبحان ربي الأعلى.. سبحان ربي الأعلى.. سبحان ربي الأعلى..
فسبحانك ربي.. سبحانك ربي..

لوحة روحانية، ارتسمتها ألوان نورانية، و يمضي راسمها، أن أنا العبد و أنت الرب..

فيا من له تعنو الوجوه و تخشع و لأمره كل الخلائق تخضع
أعنو إليك بجبهة لم أحنها إلا لوجهك ساجدا أتضرع

فلحظة السجود فيها كل العبودية..
إذ فيها أخضع بين يدي بديع السماوات في لحظة أعترف فيها بآدميتي و ألوهية رب العالمين.. فأكرم بعبودية لا تكون لبشر.. بل لله الواحد الأحد..

يقول الشعراوي رحمه الله: "العبودية تمقت حينما تكون من خلق لخلق، أن يكون الخلق عبدا للخلق. لماذا؟ لأن عبودية الخلق تعطي خير العبد لسيده و لكن عبودية الخلق للحق تعطي خير السيد له"

فكفاك عزا أن يكون لك ربا
و كفاك فخرا أن تكون له عبدا..

و طوبى لابن يزيد البسطامي رحمه الله تعالى، إذ عشق عبوديته لبارئه فقال: "الناس يهربون من الحساب و أنا أسأل الله تعالى أن يحاسبني، فقيل له : و لم ذلك؟
فقال: لعله يقول لي فما بين ذلك يا عبدي فأقول لبيك ربي، فبقوله يا عبدي أتشرف بذلك على أهل الدنيا ثم يفعل بي بعد ذلك ما يشاء"

سبحان الله في عباد هكذا حبهم لله!...

و إن شئت بعد.. انظر لحسان ابن ثابت، يناجي ربه في ظلمة الله فيقول:
"ببابك لم أغادره و لن أسعى إلى غيرك، سأنسج بالرضا ثوبي و أشرف أني عبدك وأهتف في جبين الصبح حيث يقال من ربك؟ إلاهي خالق الأكوان لا أسعى إلى غيرك، إلاهي فالق الإصباح أشرف أني عبدك"




السجود.. درس في الوجود..


ما معنى أن يقبل الإنسان بأعلى ما فيه و أشرف وهي الجبهة.. على أدنى شيء وهوالتراب..
سبحان الله.. إن في التصاق الجبين بالتراب لعبرات.. إذ يتذكر الإنسان أن من التراب خلق و إلى التراب يعود:
"منها خلقناكم و فيها نعيدكم.. و منها نخرجكم تارة أخرى" طه 55

"فيا جامع المال، و المجتهد في البنيان، ليس لك و الله من مالك إلا الأكفان بل هي و الله للخراب و الذهاب و جسمك للتراب و المآب، فأين الذي أجمعته من المال؟ هل أنقضك من الأهوال؟ كلا بل تركته إلى من لا يحمدك و قدمت بأوزارك على من يعذرك"

فيا جبهة بالتراب التصقت.. لك في الموت ذكرى.. بها القلب يحيا..

فسبحان من توحد بالعز و البقاء.. و قهر عباده بالموت و الفناء..

متفرد بالكبرياء فليس يشبهه أحد.
لو شاء أغلق بابه عمن عصاه و من جحد.
طوبى لعبد صالح، لجلال سيده سجد


إلاهي للسجود هفى جبيني..
حرمت نعيمه من ضعف قلبي..
و زاد لطول حرماني أنيني..
فهب لي قوة فيها أصلي..
و يسعد ساجدا فيها جبيني..
وحقك ليس تعد لها كنوز..
فهبها لي قبل أن ألقى منوني..
و يا رب تقبلها احتسابا..
و زد بقبولها رب يقيني..
فكل سعادة الدنيا أراها
في سجدة جبهتي لك ما معيني
و بارك لي إذا سلمت قلبي..
بسعي فيك إعزاز لديني..
فمن إلاّك أرجوه لضرّي..
و من إلاّك للقلب الحزين..
يا من أمره كاف و نور
أغثني منك في كاف و نون
و هب لي سجدة لك في خشوع
بها ألقاك و ضّاء الجبين
فتمحو ما كان مني..
و تسلمني كتابي في يميني..

جزاك الله كل خير

تسلمى

شكرررررررررررا على المجهود الرائع

ميرسى ليكم وللمرور

جزاك الله كل خير

جزاك الله خيرا

ميرسى على الموضوع الجميل

جزاكى الله خيرا

ميرسى للمروركم