لم يكن صانع الألعاب البرازيلي دييجو يتوقع أن يكون ارتدائه قميص الزمالك في رحلته لناديه الجديد يوفنتوس ستضعه ضمن قائمة تضم يوهان كرويف، ومارادونا عالميا ومحمد عبد المنصف وعصام الحضري محليا باعتبارهم من أشهر أصحاب القمصان الكروية المثيرة للجدل.
وثار جدل طريف بين جماهير الكرة المصرية يوم الخميس بعدما أبرز FilGoal.com خبرا، مصحوبا بفيديو، عن وصول دييجو إلى مقر اليوفي مرتديا قميصا عليه شعار الزمالك واسم النادي باللغة الإنجليزية، الأمر الذي احتاج إلى بضعة ساعات فقط كي ينتشر عبر المنتديات الرياضية العربية.
واستقبل أنصار الفريق الأبيض الخبر بنوع من السعادة، فأطلقوا على اللاعب في مواقع الزمالك اسم "دييجو الزمالكاوي" فيما اتسمت تعليقات الأهلوية بالسخرية وإن اتسمت ردود أفعال الجانبين بالطرافة مع كونها تحمل الاستفزازات المعتادة كل للمعسكر الآخر.
ولكن قميص دييجو لم يكن الأول الذي يحظى باهتمام الجماهير المصرية، بل إنه يأتي بعد قمصان حارسي المرمى الدوليين الحضري وعبد المنصف، ولاعب الوسط المعتزل مجدي طلبة، فيما أثار الأسطورة الهولندية كرويف، وساحر التانجو مارادونا، والحكم النرويجي أولي هيرمان موجات جدل عالمية بسبب قمصانهم أيضا.
حراس عالميون
وتسبب الحضري في اندهاش كثيرين حينما ارتدى قميص مانشستر يونايتد والذي يحمل الشعار المعروف للنادي الإنجليزي في إحدى مباريات الأهلي في بداية العقد الحالي.
ولم يكتف الحضري بارتداء قميص فريق غير الأهلي في لقاء رسمي، وإنما حمل القميص اسما غير اسمه أيضا! وأظهر القميص من الخلف اسم الحارس الفرنسي فابيان بارتيز، ما أثار مشاعر بين السخرية والاستياء.
ولكن هذا الاستياء لم يمنع عبد المنصف من تكرار الأمر نفسه، ليس مرة واحدة بل مرتين. وارتدى حارس الزمالك طاقم ملابس حراس المرمى في نادي روما الإيطالي في بضعة مباريات للزمالك، وهو الطاقم الذي حمل شعار النادي الإيطالي.
الطريف أن عبد المنصف ارتدى هذا الطاقم عقب عودته من إيطاليا حيث انضم إلى اختبارات نادي لاتسيو، الغريم التقليدي لروما، ما دفع البعض للتندر بأن سبب فشل "أوسة" في الاختبارات يرجع إلى خوضه تدريبات الفريق وهو يحمل شعار منافسه اللدود.
عبد المنصف كرر الأمر نفسه ولكن مع قميص سانتياجو كانيزاريس حارس مرمى فالنسيا السابق، ولعب به عددا من مباريات الدوري الممتاز وهو يحمل اسم الحارس الدولي الإسباني أيضا!
مجدي طلبة أيضا ارتدى قميصا مختلفا عن قميص ناديه في مباراة رسمية ولكنه ارتداه للرد على جماهير فريقه السابق الزمالك
ولعب طلبة للزمالك قبل أن يحترف في بلغاريا واليونان ولكنه انضم للنادي الأهلي حينما قرر العودة إلى مصر، وهو الأمر الذي أثار غضب الجماهير البيضاء في منتصف التسعينات، خاصة أنه جاء بعد صفقة رضا عبد العال الشهيرة.
وبعد ثلاث سنوات في الأهلي حقق خلالها طلبة العدد نفسه من بطولات الدوري الممتاز، اختلف اللاعب المخضرم مع إدارة النادي الأحمر على مدة التجديد، ما دفعه للانضمام إلى الإسماعيلي.
وبدا طلبة متوترا بشدة في أول مباراة الدراويش ضد الزمالك، ما أدى إلى حصوله على بطاقة حمراء للخشونة، أثارت ضده هتافات عدائية وشامتة من المدرجات البيضاء.
ولكن اللاعب كان جاهزا للرد، إذ خلع قميص الإسماعيلي ليكشف تحته عن قميص أحمر يرمز إلى تعلقه بالأهلي، في تصرف أثار إعجاب الأهلوية وحنق الزمالكوية، وكلف طلبة إيقافا لمدة ست مباريات من اتحاد الكرة!
مارادونا "برازيلي"!
وبعيدا عن الملاعب المصرية، فإن مارادونا وكرويف هما صاحبا أكثر قصص القمصان إثارة وإن كان الأول ارتدى "القميص الأزمة" خارج الملعب.
وظهر أسطورة الكرة الأرجنتينية في إعلان عن مشروب كحولي مرتديا قميص منتخب السامبا بجوار رونالدو وكاكا في الصف الذي يقف فيه اللاعبون قبل بداية المباريات، ومرددا النشيد الوطني البرازيلي.
ولكن الأمر يتضح حينما يصحو مارادونا من النوم وهو مرتديا قميص بلاده، في إشارة إلى أن اللعب للبرازيل كان مجرد كابوس تسبب فيه تناوله لعدد كبير من زجاجات المشروب الكحولي!
إلا أن "كابوس البرازيل" لم يشفع للاعب عند جماهير منتخب بلاده، التي اتصل مئات منها بالصحف وبرامج التليفزيون الأرجنتينية، فطالب بعضهم مارادونا بالاعتذار فيما اتهمه آخرون بالخيانة.
ولكن مارادونا أكد أنه لا يرى غضاضة في ارتداء قميص البرازيل، مشددا على أن القميص الوحيد الذي لن يرتديه أبدا هو ذلك الخاص بنادي ريفر بلات، المنافس التقليدي لناديه بوكا جونيورز.
أما كرويف، فكان انتمائه العميق لشركة "بوما" المنتجة للملابس الرياضية والراعي الرسمي له دافعا وراء قصة قميص أثار ضجة كبيرة في منتصف السبعينات.
ففيما كان المنتخب الهولندي يرتدي أطقم من إنتاج شركة "أديداس"، رفض كرويف اللعب في نهائي كأس العالم أمام ألمانيا الغربية عام 1974 مرتديا القميص ذي الأشرطة الثلاثة المعروف، حتى لا يساهم في ترويج منتجات منافس "بوما" الأول.
واشترط كرويف على إدارة المنتخب الهولندي تصميم قميص خاص له لا يحمل علامة "الأشرطة الثلاثة" على أكمامه، وهو ما رضخ له الهولنديون وملاك أديداس، بسبب شهرة ونجومية كرويف وقتها.
وبالفعل خاض جميع لاعبي المنتخب الهولندي المباراة النهائية مرتدين قمصان "أديداس" العادية باستثناء كرويف الذي وضع قميصا تتميز أكمامه بوجود شريطين فقط بدلا من ثلاثة!
الواقعة الأخيرة كانت للحكم المساعد النرويجي أولي هيرمان، الذي حرمه "تصرف غبي" من إدارة المباراة النهائية في دوري أبطال أوروبا عام 2005 بين أرسنال وبرشلونة.
ونشرت صحيفة محلية صورة لهيرمان قبل اللقاء بأيام وهو يرتدي قميص برشلونة، ما أثار احتجاج الإنجليز ووضع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يوفا) في حرج شديد.
واعتذر هيرمان عن تصرفه مؤكدا أنه كان "أمرا غبيا" ومشددا على أن ارتداء القميص لا يعني أنه سيجامل الفريق الإسباني في المباراة النهائية وأنه ظن أن الصورة لن تثير ردود أفعال غاضبة.
إلا أن الاتحاد الأوروبي عزل هيرمان من إدارة المباراة، وعين حكما آخر حتى لا يترك مجالا للاعتراض على التحكيم في اللقاء، ما كلف الرجل أهم لحظة في تاريخه التحكيمي.