بعد مباراتين "
تاريخيتين " للمنتخب المصري بكأس القارات بجنوب أفريقيا أمام منتخبي البرازيل
وإيطاليا وخسارته الصعبة بأربعة أهداف مقابل ثلاثة في الأولى قبل فوز تاريخي على
بطل العالم بالثانية إتجهت أخبار المنتخب المصري لمنحنى آخر ابتعد كثيراً عن كرة
القدم مما أثار ضجة كبيرة في الأوساط الإعلامية والجماهيرية المصرية والعربية بشكل
عام.
بداية بخبر .. والصمت المصري يزيد الوضع
سوءاً
بدأت القضية بخبر صغير تم تداوله عقب مباراة المنتخبين
المصري كان مضمونه سرقة بعد أعضاء البعثة المصرية عقب اللقاء , ولم ينل هذا الخبر
قدراً كبيراً من الإهتمام لأسباب عديدة أهمها أن الفوز التاريخي للمنتخب المصري على
أبطال العرب أخذ الأضواء مما سواه بخلاف أن حوادث سرقة البعثات الرياضية المصرية
والكروية تحديداً في جنوب أفريقيا وكان آخرها لبعثة النادي الأهلي
.
ولكن ما كن مثيراً وغير معتاد هو ما تبع هذا الخبر من خبر آخر
نشرته صحيفة " سن داي وورلد " الجنوب أفريقية قبل مباراة المنتخب المصري الأخيرة
بدور المجموعات أمام نظيره الأميركي عن أن أسباب حادثة السرقة هو جلب " بعض " لاعبي
المنتخب المصري لفتيات ليل في غرفهم عقب مباراة المنتخب المصري أمام نظيره الإيطالي
إحتفالاً بالفوز على أبطال العالم , وحددت الصحيفة عدد اللاعبين الذين فعلوا هذا
الأمر بـ 5 لاعبين وأن من قام بالسرقة هن الفتيات أنفسهن .
أثار
التقرير ضجة كبيرة وصدمة ولكن أهمية المباراة الختامية للمنتخب المصري أمام نظيره
الأميركي واتجاه الأنظار إليها لم تفسح مجالاً كبيراً لتناول الخبر بشكل مفصل قبل
أن يظهر المنتخب المصري بشكل هزيل في مباراته أمام المنتخب الأميركي ويخسر بثلاثية
نظيفة أطاحت به من البطولة .
وكان غريباً للغاية عدم خروج أي من
المسؤولين عن البعثة للدفاع عن لاعبي المنتخب المصري ضد هذه الإشاعات مما أثار
الريبة ومنح الإشاعات مجالاً أكبر للتناول والإنتشار خصوصاً مع المستوى الهزيل
للاعبي المنتخب المصري بمباراتهم الأخيرة بالدور الأول
.
ثلاثون دقيقة تحول أديب لـ " بطل مغضوب
عليه "
|
| |
| الإعلامي عمرو أديب |
|
|
وتفجر
الوضع عندما تناول الإعلامي عمرو أديب الخبر ببرنامجه " القاهرة اليوم " على شاشة
قناة أوربت بعدما هاجم لاعبي المنتخب المصري مديناً بشدة " ما اعتبرهم " فعلوه
ومضيفاً بأن " النجاسة " هي سبب خسارة منتخبنا لمباراته أمام المنتخب الأميركي
ومؤكداً أن الصحيفة الجنوب أفريقية المعنية أدمجت الخبر بصورة محضر الشرطة الذي
يثبت الواقعة قبل أن يجري الفنان هاني شاكر مداخلة انتقد فيها بشدة ما حدث وطالب
بعرض أسماء اللاعبين الخمسة على الجميع حفاظاً على أسر بقية اللاعبين بدلاً من أن
تطول الإشاعات الجميع وينال الظن كل أفراد قائمة المنتخب المصري
.
وأثار هذا التناول غضب الشارع المصري بأكمله وهو ما وصل
سريعاً لبعثة المنتخب المصري بجنوب أفريقيا ليجري لاعبو المنتخب محمد زيدان , أحمد
حسن ومحمد أبو تريكة وبعدهم المدير الفني للمنتخب المصري الكابتن حسن شحاتة مداخلات
لم تخل من العصبية التي بلغت ذروتها عندما أنهى الكابتن حسن شحاتة مداخلاته قائلاً
" الله يخرب بيوتكم ! " .
تناول أديب للقضية .. " رب ضارة نافعة
"
ويبدو أن تناول الإعلامي عمرو أديب للقضية بقدر ما كان
قاسياً وأثار استياء الجميع , بقدر ما كان مفيداً للغاية لبعثة المنتخب المصري
وللمصريين جميعاً , فبعد تجاهل غريب من المسؤولين حول خبر يمس سمعة وشرف لاعبي
المنتخب المصري وامتناع الكابتن حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب والكابتن احمد حسن
قائد المنتخب المصري بـ " غرابة " عن الرد حول هذا الأمر في المؤتمر الصحفي لمباراة
الولايات المتحدة تسببت حلقة القاهرة اليوم في " إثارة " غيرة وحماس المسؤولين
المصريين بدءاً من لاعبي المنتخب ومديره الفني مروراً بالكابتن سمير زاهر رئيس
الإتحاد المصري لكرة القدم والمهندس محمود طاهر رئيس البعثة المصرية بجنوب أفريقيا
ونهاية بالسفير المصري في جنوب أفريقيا .
فتحرك الجميع لطلب
اعتذار رسمي من الشرطة بجنوب أفريقيا ومن اللجنة المنظمة لكأس القارات بخلاف مقاضاة
الصحف التي نشرت هذا الخبر إشافة لمقاضاة الإعلامي المصري عمرو أديب لتأكيده على
هذه الأخبار ووصف لاعبي المنتخب المصري بأوصاف غير لائقة
.
نهاية القضية .. والنظر لما هو
قادم
|
| |
| المنتخب يسعى للعودة إلى أجواء التصفيت |
|
|
ووسط هذه
الأجواء جاءت تبرئة " تلقائية " لبعثة المنتخب المصري بعدما تم الإعلان عن سرقة
المنتخب البرازيلي أيضاً وفقدان بعض أفراد البعثة للعديد من متعلقاتهم قبل أن تعلن
البعثة الإعلامية الألمانية الموفدة لتغطية البطولة عن تعرض 17 فرداً منها للسرقة
.
وأثارت هذه الإشاعات التي أبى الجمهور المصري مجرد تناولها
وليس تصديقها تعاطف كبير بالأوساط المختلفة ليعلن السيد جمال مبارك أمين لجنة
السياسات بالحزب الوطني والعديد من الفنانين عن ذهابهم لاستقبال البعثة المصرية
بمطار القاهرة بخلاف تجمع كبير من الجماهير المصرية .
ويبدو أن
هذه الحادثة وما تبعها عجلت بطي صفحة كأس القارات بحلوها ومرها والتركيز بالمشوار
المصري بتصفيات كأس العالم 2010 والذي أصبح صعباً للغاية بعد نتائج المجموعة وآخرها
فوز المنتخب الجزائري خارج أرضه على نظيره الزامبي مما وضع المنتخب المصري في موقف
" حساس " جداً