تسيطر حالة من الحزن على سكان المنزل رقم
١٦ من شارع الإمام على فى دار السلام، عقب مقتل أحد أفراده على أيدى ٣
أشقاء، دموع أرملته ووالدته وإخوته وجيرانه لا تجف، أسرة الضحية رفضت منطق
الأخذ بالثأر وتقبلت العزاء، لكنهم طالبوا بالقصاص له بالقانون، أطفاله
يلهون فى براءة، لا يعلمون حقيقة ما حدث لأن أكبرهم يبلغ من العمر ٦سنوات،
وأصغرهم ١١ شهراً، «المصرى اليوم»، عاشت أحزانهم فى السطور القادمة.فى
البداية قال شقيقه محمد: «أخى طوال حياته فى حاله، بعيدا عن المشاكل،
فوجئت به يتصل بى ويردد (الحقنى فيه ناس جاية تتخانق معايا) هرولت إليه
وعندما وصلت، أخبرنى الجيران أن شقيقى ذهب إلى مستشفى قصر العينى فى حالة
سيئة، قبل أن أصل إليه كان قد فارق الحياة، سألت عما حدث فأخبرونى أن ٣
أشقاء ووالدتهم تعدوا عليه بالسنج والسكاكين حتى لفظ أنفاسه، وشقيقى لا
تربطه أى علاقة من أى نوع بالمتهمين، فقط كانت شقيقتى الصغرى على علاقة
بوالدتهم عن طريق الجيران عندما دخلت معها فى جمعية بمبلغ ٤٠٠ جنيه شهرياً،
ومنذ عامين دارت مشاجرة مع شقيقى (المجنى عليه) والجناة، بعد أن اختلفوا
على المبلغ وانتهى الامر عن طريق القضاء ومن وقتها حتى الآن لا توجد علاقة
بين المجنى عليه والمتهمين».أضاف: «يوم الحادث كان شقيقى يجلس إلى
جوار سمكرى سيارات، بصحبته ابنه الصغير «عهد- ٣ سنوات»، وفوجئ بأم المتهمين
تسبه وتدعى أنه نظر إليها كأنه يعاكسها، وقالت (هخلى أولادى يكتفوك وأنا
هقتلك)، بعدها شقيقى ترك المكان لأنه لا يريد الاحتكاك بها وعندما وصل إلى
المقهى المجاور للمنزل فوجئ بثلاثة شبان يهجمون عليه بالسنج والمطاوى فى
جميع أنحاء جسده وفروا هاربين بعد أن سقط على الأرض، وتوفى فور وصوله
المستشفى».وأنهى كلامه قائلاً: «إحنا ناس فى حالنا وأخى ترك لى ٣
أطفال، أكبرهم عنده ٦ سنوات وأصغرهم ١١ شهراً، نحن لا نريد إلا عدل الله
وإنصاف القضاء وحق أولاده الصغار». أما ابن القتيل الذى لم يتجاوز
عامه الثالث فقال: «كنت مع والدى عند السمكرى بتاع العربيات وجات واحدة ست
اتخانقت مع أبويا ولما الناس اتلمت مشى، واحنا مروحين طلعوا علينا ٣
بالسكاكين وضربوا بابا وأنا خدونى الجيران وماحدش قدر يحوش عنه عشان الناس
قالوا اللى هيتدخل هندبحه، أنا عاوز بابا هو أنا مش هشوفوا تانى».وقالت
والدة المجنى عليه وهى تحتضن أصغر أحفادها من القتيل: «ابنى فى حاله، عمره
ما كان طرف فى مشكلة، كان أحن ولادى، وقت الجريمة كنت نايمة واستيقظت على
أحد الجيران ينادى بصوت عالى ويقول (ألحقى ابنك اتقتل) لم أصدق نفسى وجلست
فترة، كنت أعتقد أننى فى حلم وأن ما أسمعه بعيد عن الحقيقة». وأكدت أنها
تريد حق أحفادها وحق ابنها البرىء الذى يشهد له الجميع بحسن السير والسلوك.التقينا
بزوجته التى كانت تستقبل العزاء وبصحبتها أسرتها، وأولادها الصغار يضحكون،
لا يدركون هول الموقف، قالت: «نزل من البيت وأخبرنى إنه رايح لسمكرى
السيارات المجاور لنا وهناك سمعنا صوت عالى، نظرت من الشباك ووجدت المتهمة
(زينب) تشتمه وهو لا يرد وقال لها (يا ست أنا مش عاوز أعيب فيكى) وبعد قليل
شاهدت أولادها الثلاثة فى طريقهم إلى مكان المشكلة ومعهم السنج والمطاوى،
نظروا لى وأشاروا إلى السنج بما يعنى (هنموتهولك) ناديت عليه، لكنهم كانوا
أسرع من صوتى، سبقونى وقتلوه، نريد حقنا بالقانون». أما شهود العيان
فأكدوا أن المجنى عليه محبوب وفى حاله وأن الأسرة التى ارتكبت الجريمة
تستحق الإعدام ودائمة المشاكل: لا نريدهم فى الشارع، يوم الحادثة «الضحية
أحمد» كان يجلس معنا وفوجئنا بوالدة المتهمين تأتى إليه وتسبه بأبشع
الألفاظ وهو لم يرد عليها إلا بعبارة يا (ست أنا مش عاوز أغلط فيكى)، بينما
قالت هى (هخلى أولادى يكتفوك وأنا اللى هدبحك بنفسى) وأمسكت بحذائها
وضربته به، وبعد قليل حضر أولادها وأمسكوا به وهو عائد إلى بيته وتعدوا
عليه بالسنج والمطاوى حتى لفظ أنفاسه».كان قسم شرطة دار السلام تلقى
إخطاراً من مستشفى قصر العينى باستقبال أحمد على مرسى جثة هامدة إثر تعرضه
لعدد من الطعنات فى أنحاء متفرقة من الجسد ولفظ أنفاسه، بتقنين الإجراءات
توصلت التحريات التى أشرف عليها اللواء مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة
إلى أن مرتكبى الواقعة هم مصطفى أحمد وأخواه حسام وعاطف بسبب مشادة كلامية
بين المجنى عليه ووالدتهم، ألقى القبض على الأشقاء الثلاثة، وأحالهم
اللواء مساعد أول الوزير لأمن القاهرة إلى النيابة التى باشرت التحقيقات.